المعنى الإصطلاحى لمفهوم الأخلاق :
تُعرف الأخلاق بأنها : مجموعة القواعد السلوكية التى
تحدد السلوك الإنسانى وتنظمه وينبغى أن يحتذيها الإنسان فكراً وسلوكاً فى علاقاته
الاجتماعية ومواجهة المشكلات المختلفة والتى تمكنه من الاختيار الخلقى فى المواقف
الأخلاقية، والتى تبرر المغزى الاجتماعى لسلوكه بما يتفق وطبيعة الآداب والقيم الاجتماعية
السائدة فى مجتمعه(65).
ويشير مفهوم الأخلاق إلى مجموع الصفات الاجتماعية
والمحددات السلوكية التى اكتسبها الفرد من تفاعله مع البيئة الاجتماعية وأصبحت
عادة السلوك وهى تتعلق بتنمية اتجاهات الفرد وتوضح المثل العليا للسلوك الإنسانى
التى ينبغى أن يحتكم إليها فى علاقاته الاجتماعية.
ويمكن تفسير الأخلاق من زاويتين : جانب نفسى باطنى،
وجانب سلوكى ظاهرى، ومن ثم فالأخلاق هى الشرط المسبق الذى يحدد سلوك الذات
الإنسانية وينظم مقومات الفعل الإنسانى، وهى العلة الكامنة وراء كل سلوك هادف، ومن
هذا المنطلق فإن الأخلاق هى التى تضفى على ظواهر السلوك الإنسانى مغزاه
الاجتماعى(66).
كما تُعرف القيم الأخلاقية بأنها وحدات معيارية تتوصل
إليها الجماعة وتلزم بها أفرادها للتمييز بين السلوك المرغوب فيه والمرغوب عنه
وكذلك إصدار الأحكام القيمية فيما يتعلق بالمشكلات الاجتماعية والاختيارات الخلقية(67).
والقيم الأخلاقية بهذا المعنى هى منتجات ثقافية تصدر عن
الواقع الاجتماعى وتهتم بترشيد سلوك الأفراد فى ضوء القيم الاجتماعية والمثل
العليا، ومن هنا كانت القيم الخلقية حاضرة فى كل فعل وفى كل عملية من عمليات
التفاعل الاجتماعى وفى كل موقف من المواقف الاجتماعية ومن ثم فهى العناصر الرئيسية
ضمن مكونات الموقف الاجتماعى.
ويرتبط بمفهوم القيم الأخلاقية مفهوم آخر هو السلوك
الخلقى الذى يجب أن يتضمن مساندة للقيمة أو القيم التى يقوم عليها هذا السلوك دون
تعصب أو تحيز أو مساندة تقوم على إعمال الفكر فى انطلاقه حرة خلاقة، وبذلك يتضمن
السلوك الخلقى أربعة عوامل هى(68) :
1- الاعتقاد والإيمان بقيمة أو معيار أو مبدأ.
2- ميل لمساندة هذه القيمة أو المعيار أو المبدأ أو تعضيده وقدرته على تقديم
أسباب هذه المساندة من الناحية الفكرية المنطقية.
3- القدرة على تطبيق هذا المبدأ تطبيقاً عادلاً دون تحيز أو تعصب.
4- رغبة فى العمل طبقاً لهذا المبدأ أو المعيار أو القيمة والقدرة على ذلك.
وترتبط هذه العوامل بعضها بالبعض الآخر بحيث لو أردنا
تحقيق العامل الرابع لكان لزاماً أن تحقق العوامل الثلاثة السابقة كلها.
وتعرف القيم الأخلاقية على أنها مجموعة المبادئ التى
تعمل على احترام الإنسان لنفسه وللآخرين لقيمه يتميز بها الإنسان وتكون الوازع
النفسى الذى يمنعه من الانحراف عن الصلاح وذلك لصياغة سلوكه وتصرفاته فى إطار محدد
يتفق وينسجم مع المبادئ والقواعد التى يؤمن بها بقية أفراد المجتمع(69).
كما تعرف بأنها المبادئ والمعايير التى يحكم بها على
السلوك الإنسانى لتوجيهه إلى الفضائل ليتحلى بها، وللرذائل ليتجنبها بقصد إحداث
التوازن والرقى للفرد والمجتمع(
ثم تعرف بأنها القيم التى يكون للمجتمع رأى فيها وحكم
عليها سواء بالصواب أم الخطأ وتشمل مجموعة من القيم تعبر عن "حسن الخلق"
أو بمعنى أخر التوجه الأخلاقى نحو المجتمع ومنها الأمانة، الشجاعة، الصبرثم تعرف
القيم الأخلاقية بأنها حكم عقلى انفعالى يصدره الفرد أو المجتمع على الأشخاص
والمعانى وأوجه النشاط وتستند إلى المبادئ الدينية التى يؤمن بها الفرد والقيم
الخلقية جزء من القيم الدينية والقيمة على هيئة متصل أحد طرفيه القيمة فى جانبها
الإيجابى والطرف الآخر فى جانبها السلبى(72).
وتعرف القيم الأخلاقية على أنها القيم الحقيقية التى
تحكم السلوك الخلقى مثل الأمانة والتعاون والصدق والسلوك يتحدد فى أساسه من الداخل
انطلاقاً من القيم الحقيقية التى تحكم هذا السلوك وهى معايير تخضع الأفعال وطرق
السلوك وأهداف الأعمال على مستوى المقبول وغير المقبول أو المرغوب عنه أو المستحسن
والمستهجن
والفرد فى سلوكه الخلقى قد يواجه موقفاً أخلاقياً، بمعنى
أن تواجهه مشكلة أخلاقية، والمشكلة الأخلاقية تظهر عندما تتعارض قيمة مع قيمة
أخرى، فيشعر الإنسان بهذا التعارض ويحاول أن يحدد سلوكه على أساس اختيار واحدة
منها، وهذا الاختيار يقوم على أساس ما يهتم به الإنسان من قيم، وما يؤثر على قيم
أخرى، وعلى هذا الأساس يصل إلى حكم أخلاقى يحدد واحدة من هذه القيم(74).
والموقف الأخلاقى لا يعزل الأخلاق فى ميدان منفصل من
ميادين الحياة وإنما هذا الموقف الأخلاقى بما فيه من قيم مختلفة وأنواع مختلفة من
السلوك إنما يرتبط بالمواقف السابقة وبالمواقف اللاحقة، وبهذا يرتبط كل حكم بحياة
الإنسان كلها فى طولها وعمقها، وبهذا أيضاً يمتد هذا الحكم الأخلاقى فى الزمان
والمكان امتداد أنواع السلوك وبذلك يشمل هذا الحكم الأخلاقى جميع الفضائل والقيم
التى تكونت فى الماضى والتى أثبتت وجودها فى المواقف المختلفة فلا يعزلها ولا
ينعزل عنها.
كما أن الموقف الأخلاقى يتحدد ويتضح، ويستعيد السلوك
نشاطه ويتحدد اختيار الخير الصالح على أساس المداولة الفكرية واستعمال الذكاء
ولذلك كان التأمل والتفكير عاملين أساسيين فى الوصول إلى الاختيار السليم وفى
القضاء على الخبرة والصراع فى الموقف الأخلاقى(75).
وعلى هذا يمكن القول أن القيم الأخلاقية تعكس ما يلى :-
• أن القيم الأخلاقية هى نتاج المجتمع ويلتزم بها الفرد.
• وهى حكم عقلى انفعالى يصدره الفرد أو المجتمع.
• تحكم السلوك والمعايير ومن خلالها يتم الحكم على السلوك.
• تنبع من الدين والعرف والتقاليد.
• تختلف من مجتمع لآخر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق